ورحل الصديق الصدوق لأمير القلوب.. ورحل العم أبو فلاح، الشيخ فيصل بن سعود الأصقه الدويش أمير قبيلة مطير في دولة الكويت، بعد مسيرة من العمل والعطاء المتواصل والدؤوب في خدمة دولة الكويت وأهلها على مدى سنوات، بدأها صديقاً مقرباً ومستشاراً للوالد سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح منذ تقلده منصب مديرية الأحمدي، ثم وزارة المالية، ثم رئاسة مجلس الوزراء وولاية العهد، وصولا الى الإمارة، فكان له نعم الأخ والمعلم والصديق الصدوق، وكان أحد أقرب مستشاريه على الإطلاق، وكان مثالا للنزاهة والاستقامة والصدق، وتميز بعزة النفس ونظافة اليد ورجاحة العقل، فكان نعم الصديق ونعم المعلم ونعم المستشار.
إن الكويت خسرت برحيل العم الشيخ فيصل الدويش، أحد رجالاتها المخلصين، الذين قدموا بصمت الكثير من أجل بلدهم الكويت، فكان الرجل المحاور ذا العقل الراجح في الكثير من القضايا، أعطى الكثير في أحلك الظروف، وهو رجل سياسي محنك، تميز دائما بآرائه السديدة، وحكمته البالغة، وخسارتنا كبيرة بغيابه عنا، وعزاؤنا في أبنائه الأخيار ليكملوا مسيرته العطرة، ولا يسعني خلال هذه السطور القليلة، والتي أحتسبها نوعا من أنواع البِر بوالدي لصديقه المقرّب، إلا أن أتضرع للمولى عز وجل أن يتغمدهما بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنهما فسيح جناته، ويرزقهما لذة النظر لوجهه الكريم في الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يلهمنا ويلهم أسرته الكريمة وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.