الوزير السابق د. عبدالهادي الصالح* ـ أيها الضابط .. لا تحزن

كان مؤثرا منظر الضابط العسكري منتحبا في حفل تخرجه، قبل أيام، لأن والديه لم يحضرا: الأب توفي، والأم

في العدة! يأتي ذلك في أيام عيد أو يوم الأم أو الأسرة كما في النسخ المعدلة! ويتجدد معه الجدل حول التسمية والاحتفال، لكن الجميع يزداد نبض قلبه بالحنان والحب للوالدين، حيين أو ميتين، وتنهمر الدموع لهما شفقة ورحمة.

وما أكثر أحزان وآلام مئات آلاف الأمهات والآباء والأبناء الذين طحنت آلات الحروب أحبابهم بالقتل والتشريد والتشويهات الجسدية.

عذر بعضهم: لا تحتفلوا حتى لا تذكروهم! ولكن أليس من العقوق والعار أن ينسى المرء أمه وأباه؟

كثير من المواقف والأعمال قد تعطي شيئا من التعويض العاطفي.

ولنا في سيرة المصطفى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أسوة وقدوة، فقد أباه ولم يره، وتوفيت أمه وهو طفل، لكن الله تعالى عوضه بابنته فاطمة الزهراء عليها السلام تحنو عليه، ويحنو عليها، تعاضده في حله وترحاله للغزوات، إذا سافر كان آخر عهده بفاطمة، وإذا قدم كان اول عهده بها، تناجيه بهمومها، وكانت تفرح لفرحه، وتحزن لحزنه، فأشفق عليها قائلا: فاطمة بضعة مني، يقبضني ما يقبضها، ويبسطني ما يبسطها. حتى كنيت بـ «أم أبيها»!

أيها الأبناء اشفقوا على أخواتكم وخالاتكم ففيهن رائحة أمكم. واشفقوا على أبنائكم وبناتكم، يشفقن عليكم.

بل احبوا الناس جميعا، يتحببون لكم.

أيها الضابط لا تحزن، انت دخلت الكلية العسكرية لتفدي الكويت وأهلها، فحري ان نكون جميعا لك اما وأبا، أختا وأخا. وإليك كل القبلات والتبريكات في يوم تخرجك !

 

 

 

 

 

 

*كاتب في جريدة الأنباء

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *